- الزيارات: 3130
استخدام التكنولوجيا النووية لتحسين الأغذية والزراعة
تشمل بعض الطرق الأكثر ابتكارا المستخدمة لتحسين الممارسات الزراعية التكنولوجيا النووية. وتعتمد التطبيقات النووية في الزراعة على استخدام النظائر وتقنيات الإشعاع لمكافحة الآفات والأمراض، وزيادة إنتاج المحاصيل، وحماية موارد الأراضي والمياه، وضمان سلامة الأغذية وأصالتها، وزيادة إنتاج الثروة الحيوانية.
وقد واصلت منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية توسيع نطاق المعرفة وتعزيز القدرات في هذا المجال لأكثر من 50 عاما. وقد أدت النتائج إلى بعض قصص النجاح الرئيسية حول العالم.
وفيما يلي سبعة أمثلة فقط عن كيفية تحسين التكنولوجيا النووية للزراعة.
1- الإنتاجية الحيوانية وصحة الحيوان
أحدثت التكنولوجيات النووية والتكنولوجيات ذات الصلة فرقا في تحسين الإنتاجية الحيوانية، والسيطرة على الأمراض الحيوانية العابرة للحدود ومنعها، وحماية البيئة.
فعلى سبيل المثال، تستخدم الكاميرون التكنولوجيا النووية بشكل فعال في برامجها المتعلقة بالتناسل الحيواني، وتربية الحيوانات، والتلقيح الاصطناعي، ومكافحة الأمراض. ومن خلال تهجين سلالتي بوس إنديوس وبوس توروس (وهما سلالتان من الماشية المحلية)، زاد المزارعون غلتهم من الحليب ثلاثة أضعاف من 500 إلى 500 1 لتر، وأضافوا 110 ملايين دولار أمريكي إلى دخل المزارعين سنويا. وقد أدى برنامج آخر إلى الحد بشكل كبير من انتشار داء البروسيلات، وهو مرض حيواني المنشأ شديد العدوى، أو مرض يمكن نقله من الحيوانات إلى البشر الذين يشربون الحليب غير المبستر أو يأكلون لحوم الحيوانات المصابة غير المطهية.
2- تحسين التربة والميزان المائي
تستخدم التقنيات النووية الآن في العديد من البلدان للمساعدة في الحفاظ على نظم سليمة للتربة والمياه، وهي ذات أهمية قصوى في ضمان الأمن الغذائي لسكان العالم المتزايدين.
فعلى سبيل المثال، في بنن، أدت خطة تضم 000 5 مزارع ريفي إلى زيادة محصول الذرة بنسبة 50 في المائة، وخفضت كمية الأسمدة المستخدمة بنسبة 70 في المائة باستخدام التقنيات التي تيسر تثبيت النيتروجين. وبالمثل، تسمح التقنيات النووية لمزارعي الماساي في كينيا بجدولة الري على نطاق صغير، ومضاعفة محصول الخضروات، مع استخدام 55 في المائة فقط من المياه التي تستخدم عادة في طرق الري اليدوية التقليدية.
3- مكافحة الآفات
تشتمل تقنية الحشرات العقيمة المستمدة من معالجة نووية على تربية أعداد هائلة من ذكور الحشرات وتعقيمها قبل إطلاقها في المناطق الموبوءة بالآفات. وتمنع هذه التقنية انتشار الآفات والتخلص بالتدريج من الآفات الموجودة بالفعل، أو تمنع إدخال الأنواع الغازية، وهي أكثر أمانا للبيئة وصحة الإنسان من المبيدات التقليدية.
وقد استخدمت حكومات غواتيمالا، والمكسيك، والولايات المتحدة الأمريكية تقنية الحشرات العقيمة لعقود لمنع انتشار ذبابة فاكهة البحر المتوسط شمالا إلى المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية. وبالإضافة إلى ذلك، ترسل غواتيمالا مئات الملايين من ذكور ذباب فاكهة البحر المتوسط العقيمة كل أسبوع إلى ولايتي كاليفورنيا وفلوريدا الأمريكيتين لحماية المحاصيل القيمة، مثل الحمضيات. ومع عجز ذكور ذباب فاكهة البحر المتوسط العقيمة على التكاثر، يعتبر هذا حقا تحديد النسل المثالي للحشرات.
4- سلامة الأغذية
يجب أن تكون نظم سلامة الأغذية ومراقبة الجودة قوية على المستوى الوطني لتيسير تجارة الأغذية المأمونة ومكافحة الغش الغذائي الذي يكلف صناعة الأغذية ما يصل إلى 15 مليار دولار أمريكي سنويا.
تساعد التقنيات النووية السلطات الوطنية في أكثر من 50 بلدا على تحسين سلامة الأغذية من خلال معالجة مشكلة المخلفات والملوثات الضارة في المنتجات الغذائية، وتحسين نظم التتبع الخاصة بها من خلال تحليل النظائر المستقرة. فعلى سبيل المثال، تمكّن البرامج العلمية في باكستان، وأنغولا، وموزامبيق الآن من اختبار مخلفات وملوثات العقاقير البيطرية في المنتجات الحيوانية. وتستفيد نحو 50 مؤسسة باكستانية لإنتاج وتصدير الأغذية من قدرات الاختبارات المختبرية الجديدة التي تساعد على ضمان استيفائها للمعايير الغذائية الدولية وتعزيز سمعة البلد في تجارة الأغذية الدولية.
5- الاستجابة لحالات الطوارئ
النشاط الإشعاعي موجود في كل ما يحيط بنا - من الشمس إلى التربة. ولكن في حالة حدوث حادثة نووية أو حالة طوارئ، يصبح فهم حركة النشاط الإشعاعي من خلال البيئة أمرا حاسما لمنع أو تخفيف الأثر على المنتجات الزراعية.
وخلال حالة الطوارئ النووية في اليابان في عام 2011، قامت منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بتجميع قاعدة بيانات واسعة وموثوقة عن الأغذية الملوثة بالنظائر المشعة. ودعّمت قاعدة البيانات هذه تبادل المعلومات، ويسّرت إجراءات المتابعة المناسبة لحماية المستهلكين، وقطاع الأغذية الزراعية، والعالم بأسره.
6- التكيف مع تغير المناخ
يستخدم القطاع الزراعي التكنولوجيات النووية والتكنولوجيات ذات الصلة للتكيف مع تغير المناخ عن طريق زيادة كفاءة استخدام الموارد والإنتاجية بطريقة مستدامة.
ويعتبر برنامج التهجين المستمد من التكنولوجيا النووية في بوركينا فاسو مثالا رائعا لمساعدة المزارعين على إنتاج حيوانات أكثر إنتاجية ومقاومة للمناخ. ويرتكز البرنامج على عمليات تقييم وراثية في أربعة مختبرات وطنية، حيث يستطيع العلماء أيضا استخدام التكنولوجيا المرتبطة بها لإنتاج علف اللعق الذي يوفر للمواشي الأكبر حجما والأكثر إنتاجية المغذيات التي تحتاجها.
7- منع المجاعات الموسمية
تستخدم برامج تربية المحاصيل تكنولوجيا نووية لمساعدة البلدان الضعيفة على ضمان الأمن الغذائي، والتكيف مع تغير المناخ، وحتى التصدي للمجاعة الموسمية. وتقصّر أصناف المحاصيل الطافرة الجديدة من عملية النمو، مما يسمح للمزارعين بزراعة محاصيل إضافية خلال موسم النمو.
وفي السنوات الأخيرة، كان المزارعون في شمال بنغلاديش يستخدمون أصناف الأرز الطافرة سريعة النضج التي يطلق عليها اسم بينادهان-7. وينضج هذا الصنف من الأرز في 30 يوما أسرع من الأرز العادي، مما يعطي المزارعين الوقت لجني المحاصيل والخضروات الأخرى خلال نفس الموسم. وبفضل بينادهان-7 وعوامل أخرى، زاد إنتاج الأرز في بنغلاديش من 26.8 مليون طن في الفترة 2003-2004 إلى 33.8 مليون طن في الفترة 2012-2013.