- الزيارات: 1624
الفاو : تقنية تصوير جديدة بالأقمار الصناعية للتنبؤ بانتشار الجراد الصحراوى
في إطار التعاون بين علماء من وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) وخبراء مكافحة الجراد الصحراوي في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، يتم حالياً استخدام معلومات ترسلها الأقمار الصناعية بطريقة جديدة للتنبؤ بالأحوال المؤاتية لتشكل أسراب الجراد الصحراوي. وستساعد التكنولوجيا الجديدة في زيادة وقت الإنذار المبكر بانتشار الجراد بما يصل إلى شهرين.
وبموجب هذا المشروع، يتم استخدام البيانات المرسلة من الأقمار الصناعية، مثل المهمة المتخصصة في قياس رطوبة التربة وملوحة المحيطات، لمراقبة الأحوال التي يمكن أن تؤدي إلى تشكل أسراب الجراد، مثل رطوبة التربة والكساء النباتي. وتتشكل أسراب الجراد عندما تتساقط أمطار جيدة وينمو النبات بسرعة بعد فترة من الجفاف.
وقال كيث كريسمان، المسؤول الأول عن تنبؤات انتشار الجراد الصحراوي في الفاو: "نحن في الفاو لدينا سجل يمتد لعقود عديدة من التنبؤات بموجات الجراد، ومن التعاون الوثيق مع الدول المعرضة للمخاطر الكبيرة لمساعدتها على تطبيق إجراءات مكافحة هذه الآفات. ومن خلال الجمع بين خبراتنا وإمكانيات الرصد الجوي لوكالة الفضاء الاوروبية نستطيع أن نحسّن عمليات التنبؤ بدرجة كبيرة من حيث الوقت والدقة. ففترات الإنذار الأطول تمنح الدول وقتاً أطول للعمل بسرعة للسيطرة على اي انتشار محتمل للجراد وبالتالي منع خسارة كميات كبيرة من الغذاء".
من جهته قال جوزيف اسكباخر مدير برامج مراقبة الارض في وكالة الفضاء الأوروبية، ومقرها في روما: "إن برامج الرصد العالمي التي تقوم بها الاقمار الصناعية كوبرنيكوس سانتينل بشكل روتيني، مترافقة مع سياسة البيانات المفتوحة والمجانية، تشكل أساسا جيدا للتعاون الوثيق مع الشركاء الدوليين مثل منظمة الفاو وغيرها من منظمات الأمم المتحدة."
وأضاف اسكباخر: "نحن ندعم بقوة انشطة الابحاث والتطوير التي تقوم بها هذه المنظمات ما من شأنه أن يطور باستمرار الاستفادة من الرصد الذي تتيحه الاقمار الصناعية."
كيف تعمل هذه التكنولوجيا
رطوبة التربة تظهر كمية المياه المتوفرة للنمو النباتي والأحوال المؤاتية لتكاثر الجراد، وبالتالي يمكن التنبؤ بوجود الجراد قبل وجوده الفعلي بشهرين إلى ثلاثة أشهر. في الماضي كانت تنبؤات انتشار الجراد القائمة على الأقمار الصناعية تعتمد على معلومات حول الكساء النباتي الذي يعني أن الأحوال مؤاتية بالفعل لتشكل أسراب الجراد وبالتالي كانت فترة الإنذار شهرا واحدا فقط.
ففي حالة موريتانيا على سبيل المثال، عندما تعرضت لتفشيات الجراد الصحراوي في عام 2016، تمكن فريق المشروع من التبؤ بحدوث ذلك قبل انتشار أسراب الجراد بسبعين 70 يوماً من خلال رصد العلامات الأولى لرطوبة التربة. والوقت الإضافي الذي توفره التكنولوجيا الجديدة ضروري لقيام السلطات المحلية باتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من تفشي الجراد في المستقبل.
وقال أحمد سالم بيناهي، مدير المعلومات في المركز الوطني لمكافحة الجراد في موريتانيا: "لدينا الآن القدرة على رؤية خطر تفشي الجراد قبل حدوثه بشهر أو شهرين، وهو ما يساعدنا على اتخاذ إجراءات وقاية أفضل".
تهديد كبير للأمن الغذائي
يستطيع الجراد الصحراوي تشكيل أسراب كبيرة وتهديد الإنتاج الزراعي وسبل المعيشة والأمن الغذائي بصورة كبيرة. يوجد هذا الجراد بشكل رئيسي في الصحراء من شبه الجزيرة العربية وحتى الهند. ورغم أن هذه الحشرة غير مؤذية في العادة، إلا أن أسرابها قادرة على الانتقال لمسافات طويلة والتسبب بأضرار واسعة للمحاصيل. فالسرب الواحد من هذه الحشرات على امتداد كيلومتر مربع واحد يضم حوالي 40 مليون حشرة تأكل في اليوم الواحد نفس كمية الطعام التي يأكلها 35 ألف انسان.
وقد تضرر أكثر من ثمانية ملايين شخص في غرب أفريقيا بسبب تفشي الجراد في 2003-2005 حيث قضى الجراد على محاصيل الحبوب ودمّر حوالي 90 بالمائة من البقوليات والمراعي. وكلّفت عملية السيطرة على التفشيات حوالي 600 مليون دولار أمريكي و13 مليون لتر من المبيدات الحشرية.
المصدر : منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة