مقدمة عن برنامج توجيه الطاقة البحثية الزراعية لمواجهة متطلبات الانتاج والتنمية

تتميز مصر بطاقة بحثية زراعية هائلة تتمثل في أعداد كبيرة ومنتشرة بكافة الاقاليم من كليات الزراعة ومراكز بحوث زراعية غنية بالمعامل والمختبرات وطاقة بشرية تضم ألاف الباحثين ، وانتاج بحثي ضخم في شتي فروع المعرفة الزراعية ، وتعاني هذه الطاقة البحثية من ضعف مخرجاتها ، وانخفاض نسبة البحوث ذات الجدوي التطبيقية ، والاستمرار في انتاج تقليدي يفتقد التجديد، مع التخندق في مجالات بحثية مكرره ومن ثم اتساع الفجوة بين البحوث والاحتياجات الانتاجية الزراعية ، وتوجه طاقة معظم الباحثين الزراعين لأغراض الترقية العلمية مع افتقاد خطط بحثية ملزمة للأقسام العلمية وقصور التعاقد مع القطاعات الانتاجية ونقص الاحتكاك الدولي والمواكبة البحثية دون استثمار طاقتهم لنقل المعرفة الزراعية المباشرة كخبراء.

كما أن افتقاد أطراف النظام المعرف الزراعي ( البحث - التعليم - الارشاد - الانتاج ) للتساند و الاعتمادية و الاتصال المفتوح ، مما يقلل من المنافع المتبادلة بين هذه الاطراف في مجال ( انتاج - وحفظ - ونقل - واستخدام المعرفة الزراعية ) ودورها في دعم الانتاج الزراعي المحلي ، والنتيجة أن نسبة ضئيلة من اجمالي البحوث الزراعية هي التي تصل الي الانتاج التجاري ، مع غلبة معيار الكم مقابل الجودة ، مع افتقاد أبعاد الأصالة و الجدة والحداثة ، مما يمثل اهدار منتظم للموارد البشرية والبحثية الزراعية .

وينعكس غياب الحافز المادي والادبي للباحثين، وضعف التمويل المخصص للتطبيق، وضعف قنوات الاتصال بالمنتجين والمنظمات المحلية والدولية ، علاوه علي تعود المنتجين علي الافكار التقليدية وخوفهم من المخاطرة علي ضعف معدلات تبني الافكار المستحدثة، كما يمثل ضعف قواعد البيانات وغياب الادلة التطبيقية ، وضعف الاعلام والاعلان عن الخصائص المميزة للإنتاج البحثي الزراعي، والانشطة المشتركة مع المنتجين والقطاع الخاص مصدرا أخر من مصادر ضعف الاستفادة من مخرجات الطاقة البحثية الزراعية ، ويتم ذلك في غياب دور حقيقي للمؤسسات العلمية الزراعية لتحليل خصائص الانتاج البحثي الزراعي ، و اعداد خطط للنشر والترويج لبحوثها التطبيقية وتقيميها واستخلاص دروسها المستفادة كإجراءات ضرورية لضمان كفاءة واستدامة أداء هذه المؤسسات البحثية.

ويمثل استمرار هذه الأوضاع إهدارا منتظما للموارد البحثية واستمرار إنتاج معرفة زراعية لا تستخدموا بطالة علمية لأرفع المستويات وتكلفة ثابتة لقاعدة علمية لا تحقق مردود ملائم وينعكس ذلك كله علي الباحثين بشيوع الترهل العلمي والنفسي ، وعلى المجتمع العلمي: بالتخلي عن المسئولية وفقدان المكانة، وعلى المجتمع ككل بتراجع معدلات التنمية ، وعالميا باستمرار التبعية و المكانة المتأخرة.

يرجى الضغط على الرابط لمشاهدة أو تحميل الملفات

  الدراسة البحثية لمشروع "توجيه الطاقة البحثية الزراعية"

  نشرة برنامج "توجيه الطاقة البحثية الزراعية"

ملخص ارشادى وصوتى للبرنامج: الجزء الأول - الجزء الثانى